حُرّ ية فيلسوف: "موضوعات عن فورباخ" لكارل ماركس

Philippe-Joseph SALAZAR

المترجم : KHATEB Mouad


  • fr
  • ar
  • الصيغة متعددة اللغات
  • الصيغة البسيطة

إن العمل "موضوعات عن فورباخ" (أو "أطروحات عن فورباخ"  Theses über FeuerbachMarx’s ) هي وسيلة تعبير الفيلسوف عن الحرية1 . إن نهجي الذي اتبّعته في تناول  "الموضوعات" هو ما أسميته في مكان آخر "rhumb" . في لغة الملاحة الجويّة، فالمصطلح line-rhumb أو loxodromy (خط الاتجاه الثابت) لا يعني الحرص على الطيران بخط مستقيم قدر الإمكان، وإنما السفر تبعاً لكرويةّ الأرض بزاوية ثابتة، وذلك مهم جدا لأنه يُطيلُ مدّة الطيران وبالتالي يتيح وقتا اكبر للاستكشاف2. دعونا نـَتبَع "خطّ الاتجاه الثابت" للموضوعات ونحاول فهم ممارسة3 ماركس للحرية الفلسفية.

المادة 1. من هم، أو ما هم مؤلفو “الموضوعات” ؟

ظلت "الموضوعات" على شكلها الأصلي كمخطوطة لمدة اربعين عاما، ثم جاءت النسخة التي نشرت منها (في العام 1888) كنتاج لتدخّل مؤلِّف آخر فيها. أو -لنكون دقيقين أكثر- جاءت كنتيجة لتدخّل فريدريك إنجلز في الدعوة التي وجهها ماركس إلى المفكرين الألمان. ومع ذلك فعندما نـُشرت "الموضوعات" في 1888 تم تقديمها بواسطة إنجلز بصفتها "ملاحظات بحاجة للمزيد من التنقيح، كُتبت على عجل، وهي غير معدة للنشر أبداً"4. نُسخة إنجلز التي صدرت في العام 1888 كانت نسخة معدّلة من نص ماركس الأصلي من العام 1845، وقد أحالت نسخة إنجلز "الموضوعات" إلى علامة مُمَيِّزَة للكتاب "الأيديولوجيا الألمانية"5 (كتاب لماركس وإنجلز-Die Deutsche Ideologie) وللماركسية نفسها، إذ يقول: " لقد كُتبت "موضوعات عن فورباخ" كجزء من مشروع إعداد كتاب  "الايديولوجيا الالمانية" وهي تمثّل المسوّدة الاولى لعدد من الافكار العامة التي تم اعدادها لتكون في الفصل الاول من هذا العمل. تقريبا كل الفرضيات الاساسية في "الموضوعات" قد جرى تطويرها أكثر في  "الايديولوجيا الالمانية"6. وتقع التغييرات الرئيسية في الموضوعة الاولى والموضوعة الثالثة (ما تم حذفه كـُتب بخط تشريط (خط افقي يخترق الحروف) وما تم تغييره فوضع تحته خط)).

 الموضوعة الاولى في نسخة ماركس7:

 "إن النقيصة الرئيسية في المادية السابقة بأسرها – بما فيها مادية فورباخ – هي أن الشيء (Gegenstand) ، الواقع ، الحساسية ، لم تُعرض فيها إلا بشكل موضوع (Objekt) أو بشكل تأمل (Anschauung) ، لا بشكل ممارسة إنسانية حسيّة ، لا بشكل تجربة، ولا من وجهة النظر الذاتية، ونجم عن ذلك أن الجانب العملي ، بخلاف المادية ، إنما طورته المثالية ، ولكن فقط بشكل تجريدي ، لأن المثالية لا تعرف ، بطبيعة الحال ، النشاط الواقعي الحسي كما هو في الأصل".

الموضوعة الاولى في نسخة إنجلز:

 "إن النقيصة الرئيسية في المادية السابقة بأسرها – بما فيها مادية فورباخ – هي أن الشيء (Gegenstand)، الواقع، الحساسية، لم تُعرض فيها إلا بشكل موضوع (Objekt) أو بشكل تأمل (Anschauung)، لا بشكل ممارسة حسيّة إنسانية، لا بشكل تجربة، ولا من وجهة النظر الذاتية ونجم عن ذلك أن الجانب العملي، بخلاف المادية، إنما طورته المثالية، ولكن فقط بشكل تجريدي، لأن المثالية لا تعرف، بطبيعة الحال، النشاط الواقعي الحسي كما هو في الأصل".

 

الموضوعة الثالثة في نسخة ماركس: "إن تزامن تبدل الظروف مع النشاط الإنساني أو التغيير الذاتي لا يمكن بحثه وفهمه فهما عقلانيا إلا بوصفه ممارسة ثورة"8.

الموضوعة الثالثة في نسخة إنجلز: "إن تزامن تبدل الظروف مع النشاط الإنساني أو التغيير الذاتي لا يمكن بحثه وفهمه فهما عقلانيا إلا بوصفه ممارسةً ثوريـّة"9.

أولا، في الموضوعة الأولى (في نص ماركس الأصلي) نجد أن النشاط (tätigkeit) قد تم نعته بأنه "إنساني"، ثم نرى أن عبارة " النشاط الإنساني (human tätigkeit)" قد تم نعتها بإضافة النعت "حسّي" (sinnliche) إليها لتصبح "نشاط انساني حسّي" [مع التنويه ان النعت هنا -كما هو الحال في الانجليزية والالمانية- يسبق المنعوت، لا يتلوه]. أما في نسخة إنجلز فنجد أن النعت الأول ل tätigkeit  (النشاط) هو "حسّي" لتكون العبارة "النشاط الحسّي" وفقط بعد ذلك يضاف النعت "إنساني" الى العبارة لتصبح "النشاط الحسّي الإنساني". في النسخة الاولى، نسخة ماركس، الإنسان هو المركز. أما في النسخة التي طالها التغيير من قبل إنجلز، فيأتي الحسّ أولا. 

 

ثانيا، في الموضوعة الثالثة نجد تدخّلا غير عاديّ: يحذف إنجلز "selbstveränderung" (التغيـُّر-الذاتي) ومن ثم يضيف الكلمة العامية الألمانية القديمة "umwälzende" (ثوري) لتحل محل الكلمة العصرية "revolutionäre" (ثورة) كنعت للممارسة أو العمل (praxis)- وباختصار فإن التغيير الذاتي "selbstveränderung" قد تم تجاهله وتغييبه عن الممارسة (praxis)، ومع أن (praxis) تظهر فعلاً ألمانيّة نحوياً، لكن ذلك يأتي على حساب المباشَرَة الثورية. 

 

أثر هذه التدخلات هو على النحو التالي: يقوم إنجلز بحذف العنصر الإنساني مرتين من "النشاط" (tätigkeit)، أولا بقيامه بالتدخل في الموضوعة الأولى (إدراجه للنعت "الإنساني" الذي يفيد في الحصر تحت "الحسّ")، ومن ثم بقيامه  بالتدخل  في الموضوعة الثالثة (وفيها تم ببساطة حذف "التغيير الذاتي الإنساني" (Selbstentfremdung) ليصبح النشاط (tätigkeit) نقياً لا تشوبه أي شائبة "بشرية اكثر من اللازم"). وهذا يسمح لإنجلز بالتخلي عن التسمية العاطفية والشاعرية ذات المنبع الانساني "ثورة" (revolutionäre) واستبدالها بتسمية أكثر اعتدالاً هي "ثوري" (umwälzende).

 

لكن لماذا يفعل ذلك؟ يتعامل إنجلز مع "الموضوعات" وكأنها في صورتها المسوّدة المكتوبة بخط اليد ممارسات (praxis) فلسفية قيد التطوّر، فهي غير متحققة بعد بل لا تزال محصورة عميقاً في دائرة الأنا (بالفرد، لا بالجماعة)، ومغمورة بالتغيير الانساني الذاتي (selbstveränderung).  أو يمكننا ان نجزم بأن ما حصل هنا هو أن الممارسة الانسانية للتغيير الذاتي، وهي  حُرّة وإنسانية ]بشريّة[ بصورة كبيرة، قد تم كتمُها، كما أن قلم ماركس الحر قد تم لجمه وكبح جماحه، وباختصار تم وضعه تحت الرقابة، لتجنب اي تلميح أو اتهام بالمثاليّة. إن الستالينية حاضرة في هذه التدخلات التي قد تبدو بريئة.

 

البند 2. ما هو حال "الموضوعات" من الناحية البلاغية؟

 

كتبت "الموضوعات" في 1845 ونشرت لأول مرة في 1888 كملحق لكتاب فردريك إنجلز عن لودفيغ فورباخ. لكن لاحقا تم ادراجها في مقدّمة الكتاب نفسه حين كان جزءاً من الـ Collected Works باللغة الانكليزية10. اما في المجموعة Werke بالألمانية ]التي تجمع كل اعمال إنجلز وماركس[ فتظهر في المكانين: تظهر نسخة ماركس كمقدمة لكتاب "الأيديولوجيا الألمانية"11، فيما تظهر نسخة إنجلز كخاتمة في الكتاب12. إذا، أهي مقدمة (المسودة من عام 1845) أم خاتمة (النص المنقح والمعتمد من عام 1888)؟

 

يقدم لنا مارتن هايدغر Heidegger رمزاً. في مقابلة تلفزيونية شهيرة (في العام 1969) نرى ونسمع هايدغر وهو يقرأ من "الموضوعات" كما لو كانت مُقدِّمة، ويعلّق بإيجاز على الموضوعة الحادي عشر13. فماذا يفعل؟ إنه يبتكر الاسم المركب "weltvervänderung" ]تَحَوُّل العالم[ ليستحضر به مُصطلحه الخاص “Weltvorstellung” ]عَرْض أو تقديم العالم[، ويستخدمه لوصف مفهومه الخاص لعملية التغيُّر، باستعمال المصطلح "Änderung" الذي يعني "تغيُّر" ]إسم[14. لكن هذه العملية تلزمه بأن يُـنحّي جانباً الفعل القوي الذي استخدمه ماركس وهو "verändern" والذي يعني تغيير ]فعل[. وليس الإسم كالفعل. إن  "التغيًّر" المُعبّر عنه باستعمال الكلمة "Änderung" ليس هو نفسه التـّغيير الذي تعبّر عنه "verändern" فهو أقل تأثيراًً، أو شيء آخر.  ماركس لا يتحدث عن "تغيُّر" بل عن "تغيير".

 

وخلاصة القول هي أن قراءة "الموضوعات" كما قرأها هايدغر تقود للتساؤل: هل "الموضوعات" مقدّمة للماركسية ام تلخيصٌ لها؟ هل تفيد "الموضوعات" في التقديم والتوطئة ام الخِتام والتلخيص؟

 

سيخبرك أي عالم بالبلاغة أن هناك مخاطرة في إدراج "الموضوعات" في المقدمة، وهناك مخاطرة في وضعها في الخاتمة أيضا.

 

اولا، المقدمة. وهي مرتبطة بالغرض الذي تؤديه المقدّمة أو التوطئة الفلسفية. في بداية كتابه "البلاغة" Rhetoric، يتكلم أرسطو عن ممارسته الشخصية للـ verändern، أي عن طريقته الخاصة في "تغيير" البلاغة - ويحكي كيف أنه لا مناص من الذهاب أبعد من مجرد التعاطي الوسيلي مع السياسة من خلال البلاغة (rhetoric)، وأنه بات لزاماً عليه الآن الشروع بإجراء تغييرٍ جذريّ:  ينعت أرسطو التغيير (verändern) الخاص به  بأنه "تمهيدي" (وردت في كتاب أرسطو Rhetoric كـَ δοποίησις)15. تخدم "الموضوعات" هدفين: فمن ناحية هي تشير الى الطريق التي تقود الى تغيير جذري، وذلك هو ممارسة (praxis) قد أدت الى التغيير ( verändert)؛ ومن الناحية الاخرى- كما جاء في الكتاب Rhetoric - 1414b 21، فإن العبارة δοποίησις ] تمهيد الطريق[ تصف الطريقة التي بها تقوم استهلالة الخطاب ومقدّمة القصيدة وفاتحة المقطوعة الموسيقية بالتمهيد (δός) لبقية العمل الفنّي وتـُوجّه اداءه بما يتوافق مع قوانين اللون الفنّي إياه (شعراً أو خطابةً أو موسيقى)، وذلك من أجل الوصول إلى نقطة محددة (وهي تحقيق التأثير الذي يُطمح بإحداثه في الجمهور). هذا "التوجيه" هو  عملياً إنتاج محطة نهائية (terminus) من خلال تحرّكات مدروسة ، أو "نهايات" .

 

وللتلخيص نطرح التساؤل: إن كانت "الموضوعات" مُقدِّمَة، فما هو نوع الفعل الذي تـُمهِّد له، وأي التوجّهات تـُملي، وما هي محطتها النهائية؟

 

دعونا نرجئ الإجابة عن هذا السؤال حاليا، ونتحول الى الاحتمال الآخر: الخاتمة.

 

اذا كانت "الموضوعات" خاتمةً لكتاب الأيديولوجيا الألمانية، فإن تأثيرها سيختلف. فهي لن تقوم ببساطة باختتام الكتاب من خلال تقديم خلاصة له (إذا كنت تعتقد انها الخلاصة، فإن عليك الاجابة عن سؤالين: هل يحتاج "الأيديولوجيا الألمانية" الى "خُلاصة"؟ وكيف تعرّف الخُلاصة الفلسفية؟). بل ستفضي "الموضوعات" إلى "الماركسية"؛ وباختصار، سوف تمد جسرا بين الأعمال التأسيسية التي وضعها كل من ماركس وإنجلز وبين الممارسة الثورية التي من شأنها إحداث التغيير (revolutionary praxis or verändern).

 

إذا، من ناحية بلاغية، ما هي الخاتمة؟  سأسوق مثالا واحدا استقيته من حالة تُجَسِّد الممارسة (praxis)، في جنوب افريقيا.

 

في عام 1993 انتقلت جنوب افريقيا من كونها دولة عنصرية تحكمها أقلية الى دولة قائمة على الاقتراع الديمقراطي العام، وقد كانت تلك لحظة فارقة من تاريخ التحرر السياسي في القرن العشرين (مع انه برأيي كان في غاية الميكافيليّة- أو الانتهازية). يومها كـُتب نصٌ قصيرٌ كخاتمة للدستور الانتقالي (لجنوب افريقيا)، اطلق عليه الاسم "جـِسْر" (bridge)16. في كتابة الدستور، غالباً ما تكون المقدمة أو الإعلان التمهيدي هامة جدا ويتم توظيفها بحيث يكون القانون الأساسي مشتقاً من الفرضية التي تمت صياغتها في هذه الجملة الافتتاحية (المقدّمة نفسها) التي عادة ما تكون شعرية أو غنائية. وفي حالة جنوب أفريقيا، فقد تم تَركُ الايحاء البلاغي حتى النهاية: الخاتمة التي تظهر في دستور 1993 ليست خاتمة فخمة منمّقة، ولا تلخيصا تقييميا، بل تـُفيد كنصٍّ تحويلي ووظيفي ومؤثر، أي بكلمات أخرى هو نصٌّ للتغيير )verändern(. وقد شكّلت الخاتمة، في ذلك الوقت، الشروط التي على أساسها بُنيت المصالحة العرقية، فقد حَدَّدَت هدف المجتمع الجديد وَوَضَعَت ثوابته الاخلاقية، وفرضت معايير وقواعد سلوكية على اجهزة الحكومة الثلاثة- وباختصار فقد ضمنت أداءً متميزاً في جنوب افريقيا من خلال "تَسيير" الاجراءات الدستورية.17  لقد "أمدتهم" بالعزيمة المطلوبة لتحقيق النتائج المرجوة، وهي التغيير (verändern) إلى  الديمقراطية عبر المصالحة.

 

من هذا المثال ندرك أن الخاتمة ليست مجرد إضافة. بل هي "تـَـتِمّة" (supplement)  تهدف الى إحداث تأثير معيّن ما كان ليمكن إحداثه من خلال ما يسبقها. أو: "الموضوعات" كخاتمة هي هذه التتمة التي تعطى الماركسية و "الايديولوجيا الألمانية" مفعولها. كيف؟ عبر ربط الخاتمة بما يسمى في البلاغة  πίδειξις أو "الإثبات" كما يسميه ابن ُطملوس18، والقصد هو إثبات (أو تثبيت بمعنى ترسيخ) تأثير ذا أهميّة. إذا فالعلاقة بين الأيديولوجيا الالمانية وبين "الموضوعات" ستكون- في هذه الحالة- مماثلة للعلاقة بين نص جامد وبين خطاب حيوي، أو العلاقة بين مجرد "تفسير" [النص] وبين الممارسة الفعلية له- أي تطبيقه. إن التأثير الذي تُحدثه "الموضوعات"  هو ترسيخ أو "إثبات" القيمة الأساسية للماركسية، وذلك بفضل قوة إيجازها البلاغية.

 

المادة 3.  لكن من تـُخاطِب "الموضوعات" ؟

 

يحتمل أن تكون "الموضوعات"  قد وُضعت لتخاطِبَ فورباخ والهيجليّون الشباب (Young Hegelians). ولكننا لسنا منهم. فنحن نأتي بعد ثورتين ماركسيتين- لينينيّـتين على الأقل، ومحاولتين جادتين-في أقل تقدير- لتنفيذ ما تدعو إليه "الموضوعات"  من خلال هؤلاء المتحاورين الرئيسيين؛ ونأتي أيضا بعد إخفاقين: تغيير (verändern) وممارسة ثورة "(" Praxis revolutionäre”).  

 

في الماضي اجتذبت "الموضوعات" اولئك الذين سيقومون لاحقا بالانخراط في ممارسة ماديةً ستغيّر العالم. وستكون هذه ثمرة قراءتهم للموضوعات، أو: سيتم تحقيق "الموضوعات" في الواقع من قبل قـُرّائها– ماركسيين وغير ماركسيين- والذين بدورهم سيتم تحوّلهم (verändern) هم انفسهم بواسطة "الموضوعات" ذاتها. تهدف "الموضوعات" لإحداث تحوّل في جمهورها. وبما أن التفاصيل الدقيقة والإشارات -المألوفة في وسط فكري معيّن (في هذه الحالة- المفكّرون الألمان)- إلى المناظرات والاحداث والاشخاص من العام 1845 قد اختفت، أو باتت موضوع دراسة لمؤرخي الأفكار، فإن ما يبقى من الجمهور المستهدف هو ببساطة نحن.

 

من هذا المنظار، فالموضوعات ليست مقدّمةً ولا هي خاتمة: بل هي ممارسة (praxis) نشطة والتي من خلالها نجد أن إشارة ماركس الحُرّة، الخربشات التوراتية، الانسياب الحرّ للريشة على الورق، هي رغبة منه في إحداث "تدخٌّل"، بكل ما تعنيه الكلمة. أي، وبالاستشهاد بما قاله Alain Badiou عن Althusser: "التدخل الفلسفي الذي كان يُقصد به تمثيل العلوم والسياسة أو التوسّط بينها، بات هو بذاته سياسياً"19

 

المادة 4. لأي لون فلسفي "تـَدَخُّـِلي" تنتمي "الموضوعات" ؟ 

 

تـُعتبر كتابة الفلسفة نشاطا غريبا أو "تدخلّلاً" كما يود Badiou القول. كتابة الفلسفة هي نشاط بلاغي وهي تـُدْرِجُ "تـَدَخُّـلهَا" ضمن سلسلة من التدخّلات الاخرى. "الموضوعات" ليست استثناءً لهذه القاعدة. دعوني أذكر اربع نقاط على مسار "خط الاتجاه الثابت" هذا.

 

النقطة الأولى: "الموضوعات" تتبع نفس النـّبرة التي يستعملها جان جاك روسّو في ادعائه في "العقد الاجتماعي"- قارن بين  قوله "الرجل يولد حرا، لكنه مقيّد بالسلاسل في كل مكان. اولئك الذين يعتبرون أنفسهم سادة للآخرين هم بلا شك أشد عبودية منهم"20 وبين القول "هم، الخالقون، قد سجدوا لمخلوقاتهم"21. هناك تماثل في النبرة وفي الاسلوب والتعابير.

 

النقطة الثانية: نجد أن "الموضوعات" تتضمن الإشارة إلى الماديّة والتي أودعها ديكارت في القسم "ردود على الاعتراضات" (Replies to Objections) الذي ألحقه بكتابه التأسيسي "التأمّلات الغيبيّة"22 (Méditations métaphysiques): فقد تمت صياغتها ]الردود[ باستخدام الاصطلاح المباشر "تأمّلات ماديّة" (Méditations matérialistes) والتي تتطلب ممارستها أن تكون مختصرة خشية من أن تظهر وكأنها ذات نزعة مثالية أيديالستيّة.

 

النقطة الثالثة: "الموضوعات" تتوجه الى المفكرين الألمان، كما هو حال موضوعات مارتن لوثر التي خاطبت هي ايضا المفكرين الألمان23. في الواقع، نجد في "الأيديولوجيا الألمانية" استخداما مطوّلاً لقضايا دينية متكررّة ومجازات مناهضة لـ "رُسُل" الاشتراكية؛ وقد تسلّى ماركس بالمحاكاة الساخرة لأسلوب مارتن الذي اعتمد على القَدْح، وهو أسلوب كان مألوفا لدى القرّاء الألمان. لكن جوهرياً، كلا "الموضوعات" (موضوعات ماركس وموضوعات لوثر) تدعو الى "الاصلاح": وبينما قصد لوثر إصلاح ممارسة الإيمان الديني من خلال عَلمَنَتِهِ (جعله علمانياً) ، فقد قصد ماركس علمنة الممارسة -الممارسة الفلسفية- أو تحقيقها (جعلها حقيقية) من خلال عملية "تحرير" شبيهة.

 

النقطة الرابعة: "الموضوعات" تنتمي الى مجموعة من النصوص الفلسفية التي كتبت على أن يتم الاحتفاظ بها بصفتها "صوتاً حياً" لا بصفتها مجرد وثائق مطبوعة (يقول إنجلز " غير معدّة للنشر –

nicht für den Druck bestimmt") . ولهذا السبب فإن هذه التصريحات هي هامشية ومركزية في نفس الوقت. لهذا النوع من الممارسة يعود النص "lairoméM" الذي كتبه بليز باسكال Blaise Pascal. وقد ذَكَرْتُ هذا المثال لأنه في الفلسفة المثالية الفرنسية، يعتبر هذا العمل (Mémorial) هامشياً وأيضا مركزيا في مؤلَّف باسكال الأصلي Pensées ، تماما كما أن "الموضوعات" تعتبر هامشية ومركزية في النص الفلسفي الرئيسي "الأيديولوجيا الألمانية" (هذه المقارنة لها ما يدعمها: فكلا النصين Pensées و الأيديولوجيا الألمانية قد تُركا مُجزّأين دون ترتيب أو تنضيد، ومع ذلك حققا تأثيرا شعبيا استراتيجياً قوياً حين تمت اعادة بنائهما والاعتناء بهما من قبل المحرّرين). لدينا نص هامشي ومركزي مُعد للعامة رغم كونه خارجا عن المألوف وفاقدا لهيئة واضحة من الناحية البنيوية (الكلام عن ال Pensées والأيديولوجيا الألمانية) وقد تُرك للأتباع والناشرين ليقوموا بتهيئته وإيلائه الرعاية المطلوبة وتتويجه كأحد الكتب العُظمى (كاثوليكية كانت أو ماركسية). ومن جهة اخرى لدينا نصٌ \خطابٌ خاص ( ال Mémorial وال "موضوعات") والذى يحمل خلاصة عامّة قوية للممارسة الفلسفية، ويساعد العامة على فهم النتاج الأدبي الرئيسي الذي أعدّ للعامة لكنه افتقر لبنية واضحة، والذي تمت إعادة تشكيله من قبل المحررّين ( الـ Pensées والأيديولوجيا الألمانية). 

 

بناء على ذلك، فكتابة الفلسفة وممارستها العملية تُبلور سؤالا عملياً وهو: أي شيء ينبغي ان يُكشف وأي شيء ينبغي ان يُحفظ؟ وذلك نظرا لأن المهم هو الحرية الفلسفية بصفتها ممارسة يـُقتدى بها من شأنها تغيير العالم.

 

المادة 5.  ومن خلالها سأصل الى خلاصة مقالي.

 

يُعرِّف سارتر الممارسة (praxis) بالقول إنها "ممر  من موضوعي إلى موضوعي آخر من خلال التـَّذويت. . . . يضمّ الشّخصانيّ (أو الذاتيّ) في داخله الموضوعيَّ الذي يرفضه ويتجاوزه باتجاه موضوعية جديدة؛ وهذه الموضوعية الجديدة وبفضل التشييء تقوم بِمُخارَجَة24 (izationlexterna) داخليّة المشروع باعتبارها شخصانيّة جرى تشييئها- أي تحويلها الى "شيء"25. هذا التعريف المُختصر يتجسّد معناه الكامل في كتاب سارتر "نقد المنطق الديالكتيكى Critique of Dialectical Reason" (1976) وفيه يضع سارتر الممارسة (praxis) في مركز تحليله للتاريخ والـ "جوقات العمليّة" التي تم تعريفها بصفتها مجموعات انسانية تعاني من الاغتراب بسبب كدح العمل وهي في صراع مع أرباب العمل وأيضا مع ابناء نفس المجموعات من العمال الآخرين. لا شك في ذلك، فيمكن لمجموعة ما تواجه تحدّي الكفاف أو علاقات العمال بالمُشغِّلين، أن تحوّل ارتباكها الى تفوّق (كاذب، مثالي) من خلال الاستفادة من مجموعة من "الثـُّنائيات". بالنسبة لماركس، فالعمل له طابع ثنائي، ويجب ألا ننساه: فهو يُنتج أشياء (للاستهلاك غير الضروري وتراكم رأس المال)  وينتج العلاقات الاجتماعية، و -ضمنيا- ينتج نتاجات بلاغية-منطقية ]ذات تسلسل منطقي[. هذه "الثنائيات" (النقابات، وأساليب حل النزاعات، التحكيم في العمل، والشبكات الاجتماعية الالكترونية) لا تغير من واقع الاغتراب: بل تقوم بتعزيزه وتكريسه. لكن نظرا لأنها تُنتج "مشهد ممارَسة"  وشعور (خادع) بالتفوّق (كما هو حال حركات "احتلوّا!" ]مثل "احتلّوا وول سترييت" [) ، فهي تظل على الحال الذي وصفه سارتر بالاسم "practico-inert" أي ممارسات أو أفعال جامدة، عقيمة.

 

ما تجسّده "الموضوعات" هو بشكل واضح رفض ماركس لطرح "ثنائي" جديد في الممارسة الفلسفية: فهو يقترحها ويَهْجُرُها. تماما مثل العامل الذي قد، أو يمكنه، أو من المستحسن أن يقرر مغادرة المصنع، تاركاً خط التجميع دون إتمام عمله. أو كَمُفكِّر قد ينظر خلال حديثه إلى شخصية رسمية (بيروقراطية) دون أن ينبس ببنت شفة. هذه هي الممارسة. لكنها تتطلب من العامل ومن المفكّر ان يشعروا بأن فعلهم ليس أبداً ذا معنىً اعجازي خارق للعادة، وهذا هو جوهره: تغيير. 

1Karl Marx, Thesen über Feuerbach (Ad Feuerbach), in Karl Marx and Friedrich Engels, Werke, Dietz Verlag, Berlin-DDR, vol 3, 1969, pp. 5ff and 533 ff (http://www.mlwerke.de/me/me03/me03_005.htm (Marx’s original text, 1845) and at http://www.mlwerke.de/me/me03/me03_533.htm (Engels’s edition, 1888).
2هذه طبعة منقّحة من النسخة الاصلية التي ظهرت بداية باللغة الانكليزية في مجلة الجمعية الفلسفية في مقدونيا (the Journal of the Philosophical Society of Macedonia)  филозофија 10/32، 29-45، 2011 ISSN1409-9985; ثم بالإيطالية  "La libertà di Marx" في  Consecutio Temporum من يناير 2012:www.consecutio.org/2012/02/la-liberta-di-marx-o-una-‘lossodromia’-retorica-sulle-tesi-su-feuerbac في كلا النصّين أقوم بتطوير فكرة "خط الاتجاه الثابت" كوسيلة للكتابة

 

3اخترنا ان نستعمل الكلمة "ممارسة" كترجمة للكلمة Praxis، والتي تعني "ممارسة عملية"، أو "تطبيق" للمادة الفكرية النظرية (المترجم).
4Friedrich Engels, Ludwig Feuerbach und Der Ausgang der klassischen deutschen Philosophie, in Karl Marx andFriedrich Engels, Werke, Berlin, Dietz Verlag,  vol 21, 1975, Preface, p. 263 (http://www.mlwerke.de/me/me21/me21_263.htm).
5Karl Marx and Friedrich Engels, Die deutsche Ideologie, in Werke, vol 3, Berlin-DDR, Dietz Verlag, 1969, pp. 5-530 (http://www.mlwerke.de/me/me03/me03_009.htm).
6Karl Marx and Friedrich Engels, The German Ideology, in Collected Works, vol 5, Georgi Bagaturia and Norair Ter-Akopyan eds., Moscow,  Progress Publishers,  1975, Preface, p. xiii (http://www.marxists.org/archive/marx/works/cw/volume05/preface.htm)..
7لم نجد ترجمة عربية سوى لنسخة إنجلز، وهي التي تم نسخ نص الموضوعة الاولى والثالثة منها. وقد أنتجنا نسخة عربية لنص ماركس الأصلي بالاعتماد على الترجمة المتوفرة لنسخة إنجلز بعد إجراء التغييرات التي تميزها عن نسخة ماركس، والتي استقيناها من مقارنة النسختين الأصليتين بالألمانية. النسخة العربية هنا: http://www.marxists.org/arabic/archive/marx/1845/feuerbach.htm
النسخة الألمانية: نسخة ماركس الاصلية:
 http://www.marxists.org/deutsch/archiv/marx-engels/1845/thesen/thesfeue-or.htm .
نسخة إنجلز: http://www.marxists.org/deutsch/archiv/marx-engels/1845/thesen/thesfeue.htm
8"ممارسة" هي ترجمة praxis (يمكن استبدالها ب "تطبيق" في معظم الحالات).
9في نسخة ماركس الاصلية استـُعمل التعبير الحداثوي الجديد المتأثر بالثورة الفرنسية " revolutionäre "والذي أشار الاستاذ سالازار (صاحب المقالة) بترجمته كـ "ثورة". أما إنجلز فقد استعمل في نسخته تعبيراً قديما هو "umwälzende، وهو أصلا نعت في اللغة الألمانية يستخدم لوصف "الثورة"، وقد أشار الاستاذ بترجمته كـ "ممارسة ثورية"، وشدد على أن ماركس استخدم التعبير الصحيح في الموضع الصحيح.
10ترجمة سيريل سميث Cyrill Smith (http://www.marxists.org/archive/marx/works/cw/volume05/index.htm).
11طالع تحليل تصنيع "الأيديولوجيا الألمانية" لكاتبه تيريل كارفر  Terell Carver وعنوانه "The German Ideology Never Took Place"، في History of Political Thought ، 31 (1)، 2010، pp. 107-127.
12انظر الحاشية 2 اعلاه.
13الفيديو على موقع يوتيوب (http://www.youtube.com/watch?v=jqsqoqa0uvc).
14Martin Heidegger, Gesamtausgabe : Veröffentliche Schriften 1910-1976 (Part 1), vol 16,  Frankfurt am Main, Vittorio Klostermann, 2000, p. 703 :“…daß eine Weltveränderung eine Änderung der Weltvorstellung voraussetzt…” (هذا هو نص المقابلة بالألمانية)..
15Aristotle, Rhetoric, 1354a 8 as analysed in Philippe-Joseph Salazar, “Rhetoric c Rhetoric, or Rhetoric’s Chiasm (being a unscrupulous meditation upon Deleuze, Miró and Rhetoric 1354a 1-11)”, in Boris Wiseman Ed., Chiasmus and Culture, New York, Berghahn, 2013 (forthcoming).
16Erik Doxtader and Philippe-Joseph Salazar, Truth & Reconciliation in South Africa, The Fundamental Documents, Cape Town, David Philip/New Africa Books, 2007, p. 5.
17Philippe-Joseph Salazar, Amnistier l’apartheid, Paris, Seuil, L’Ordre Philosophique, 2004, for a detailed analysis.
18الترجمة العربية للكلمة اليونانية مصدرها تحقيق مارون عواد ل "كتاب الخِطاب" الذي وضعه تلميذ ابن رشد، الحجاج ابن طُملوس، الطبيب والمنطقي الأندلسي. التفاصيل المرجعية للكتاب:
19Alain Badiou, “Qu’est-ce que Louis Althusser entend par ‘philosophie’ ”, pp.  29-45, in Sylvain Lazarus ed., Politique et philosophie dans l’œuvre de Louis Althusser, Paris, PUF, 1993, p. 41.
20جان جاك روسو، العقد الاجتماعي .
21الأيديولوجيا الألمانية، مقدّمة.
22رينيه ديكارت، "تأمّلات غيبية".
23Martin Luther, “Disputatio pro Declaratione Virtutis Indulgentiarum”, in Werke: Kritische Gesammtausgabe, Weimar, Hermann Boehlau, 1883, vol 1, pp. 233-238.
24مُخارجة من تَخارُج (أو تظهير) وهو وضع شيء خارج حدود ذاته. المصدر: تخارج (ويكيبيديا العربية)
25Search for a Method, New York, Knopf, 1963, pp. 97-98.

notes

1Karl Marx, Thesen über Feuerbach (Ad Feuerbach), in Karl Marx and Friedrich Engels, Werke, Dietz Verlag, Berlin-DDR, vol 3, 1969, pp. 5ff and 533 ff (http://www.mlwerke.de/me/me03/me03_005.htm (Marx’s original text, 1845) and at http://www.mlwerke.de/me/me03/me03_533.htm (Engels’s edition, 1888).
2هذه طبعة منقّحة من النسخة الاصلية التي ظهرت بداية باللغة الانكليزية في مجلة الجمعية الفلسفية في مقدونيا (the Journal of the Philosophical Society of Macedonia)  филозофија 10/32، 29-45، 2011 ISSN1409-9985; ثم بالإيطالية  "La libertà di Marx" في  Consecutio Temporum من يناير 2012:www.consecutio.org/2012/02/la-liberta-di-marx-o-una-‘lossodromia’-retorica-sulle-tesi-su-feuerbac في كلا النصّين أقوم بتطوير فكرة "خط الاتجاه الثابت" كوسيلة للكتابة

 

3اخترنا ان نستعمل الكلمة "ممارسة" كترجمة للكلمة Praxis، والتي تعني "ممارسة عملية"، أو "تطبيق" للمادة الفكرية النظرية (المترجم).
4Friedrich Engels, Ludwig Feuerbach und Der Ausgang der klassischen deutschen Philosophie, in Karl Marx andFriedrich Engels, Werke, Berlin, Dietz Verlag,  vol 21, 1975, Preface, p. 263 (http://www.mlwerke.de/me/me21/me21_263.htm).
5Karl Marx and Friedrich Engels, Die deutsche Ideologie, in Werke, vol 3, Berlin-DDR, Dietz Verlag, 1969, pp. 5-530 (http://www.mlwerke.de/me/me03/me03_009.htm).
6Karl Marx and Friedrich Engels, The German Ideology, in Collected Works, vol 5, Georgi Bagaturia and Norair Ter-Akopyan eds., Moscow,  Progress Publishers,  1975, Preface, p. xiii (http://www.marxists.org/archive/marx/works/cw/volume05/preface.htm)..
7لم نجد ترجمة عربية سوى لنسخة إنجلز، وهي التي تم نسخ نص الموضوعة الاولى والثالثة منها. وقد أنتجنا نسخة عربية لنص ماركس الأصلي بالاعتماد على الترجمة المتوفرة لنسخة إنجلز بعد إجراء التغييرات التي تميزها عن نسخة ماركس، والتي استقيناها من مقارنة النسختين الأصليتين بالألمانية. النسخة العربية هنا: http://www.marxists.org/arabic/archive/marx/1845/feuerbach.htm
النسخة الألمانية: نسخة ماركس الاصلية:
 http://www.marxists.org/deutsch/archiv/marx-engels/1845/thesen/thesfeue-or.htm .
نسخة إنجلز: http://www.marxists.org/deutsch/archiv/marx-engels/1845/thesen/thesfeue.htm
8"ممارسة" هي ترجمة praxis (يمكن استبدالها ب "تطبيق" في معظم الحالات).
9في نسخة ماركس الاصلية استـُعمل التعبير الحداثوي الجديد المتأثر بالثورة الفرنسية " revolutionäre "والذي أشار الاستاذ سالازار (صاحب المقالة) بترجمته كـ "ثورة". أما إنجلز فقد استعمل في نسخته تعبيراً قديما هو "umwälzende، وهو أصلا نعت في اللغة الألمانية يستخدم لوصف "الثورة"، وقد أشار الاستاذ بترجمته كـ "ممارسة ثورية"، وشدد على أن ماركس استخدم التعبير الصحيح في الموضع الصحيح.
10ترجمة سيريل سميث Cyrill Smith (http://www.marxists.org/archive/marx/works/cw/volume05/index.htm).
11طالع تحليل تصنيع "الأيديولوجيا الألمانية" لكاتبه تيريل كارفر  Terell Carver وعنوانه "The German Ideology Never Took Place"، في History of Political Thought ، 31 (1)، 2010، pp. 107-127.
12انظر الحاشية 2 اعلاه.
13الفيديو على موقع يوتيوب (http://www.youtube.com/watch?v=jqsqoqa0uvc).
14Martin Heidegger, Gesamtausgabe : Veröffentliche Schriften 1910-1976 (Part 1), vol 16,  Frankfurt am Main, Vittorio Klostermann, 2000, p. 703 :“…daß eine Weltveränderung eine Änderung der Weltvorstellung voraussetzt…” (هذا هو نص المقابلة بالألمانية)..
15Aristotle, Rhetoric, 1354a 8 as analysed in Philippe-Joseph Salazar, “Rhetoric c Rhetoric, or Rhetoric’s Chiasm (being a unscrupulous meditation upon Deleuze, Miró and Rhetoric 1354a 1-11)”, in Boris Wiseman Ed., Chiasmus and Culture, New York, Berghahn, 2013 (forthcoming).
16Erik Doxtader and Philippe-Joseph Salazar, Truth & Reconciliation in South Africa, The Fundamental Documents, Cape Town, David Philip/New Africa Books, 2007, p. 5.
17Philippe-Joseph Salazar, Amnistier l’apartheid, Paris, Seuil, L’Ordre Philosophique, 2004, for a detailed analysis.
18الترجمة العربية للكلمة اليونانية مصدرها تحقيق مارون عواد ل "كتاب الخِطاب" الذي وضعه تلميذ ابن رشد، الحجاج ابن طُملوس، الطبيب والمنطقي الأندلسي. التفاصيل المرجعية للكتاب:
19Alain Badiou, “Qu’est-ce que Louis Althusser entend par ‘philosophie’ ”, pp.  29-45, in Sylvain Lazarus ed., Politique et philosophie dans l’œuvre de Louis Althusser, Paris, PUF, 1993, p. 41.
20جان جاك روسو، العقد الاجتماعي .
21الأيديولوجيا الألمانية، مقدّمة.
22رينيه ديكارت، "تأمّلات غيبية".
23Martin Luther, “Disputatio pro Declaratione Virtutis Indulgentiarum”, in Werke: Kritische Gesammtausgabe, Weimar, Hermann Boehlau, 1883, vol 1, pp. 233-238.
24مُخارجة من تَخارُج (أو تظهير) وهو وضع شيء خارج حدود ذاته. المصدر: تخارج (ويكيبيديا العربية)
25Search for a Method, New York, Knopf, 1963, pp. 97-98.