أوروبا/عوالم

ما هو الإستشراق ما بعد الاستعماري وكيف يكون تأثيره؟

Vasant KAIWAR

8 ديسمبر 2010

حتى يتسنى لنا فهم ما بعد الاستعمارية "postcolonialism" في تجسدها الجديد "reincarnation" ما بعد الحداثي "postmodernist" الحالي ينبغي أن ندرك بالتزامن مع ذلك الطرق التي تتجمع فيا المفاهيم المتباينة في ظروف تاريخية معينة: ومن هذه المفاهيم مثلا التقليد "tradition" بوصفه بناءً سياسيا ثقافيا مقاوما للحداثة، والتقليدية الجديدة "neo-traditionalism" بوصفها معيدة لصياغة "التقليد" في عصر وسائط الإعلام، وعدم التجانس "heterogeneity" بوصفه بادرة معارضة في عالم خاضع للتجريد وإضفاء سمة التجانس، ناهيك عن إدراج الاختلاف "difference" في حقل جاذبية التصورية المكانية للاستشراق "Orientalism’s spatialized imaginary"، وبعيدا عن مقابلة الحاضر بالماضي والمستقبل بوصفها أشكالا اجتماعية منفصلة. في الواقع إن الظروف التي نحن بصدد الحديث عنها – أي ما بعد عام 1989 حيث انهار النظام العالمي الذي دُشّن بثورة تشرين الأول/أكتوبر عام 1917 والنضالات المتطرفة المناهضة للاستعمار في العقود التي تلتها – قد ألغت المستقبل. إن تعبير "بعد" في مصطلح "ما بعد الاستعمارية" في عالم ما بعد عام 1989 هذا وما قدّمه من إمكانيات سياسية مقلَّصة على ما يبدو، لم يعد يشير إلى الاستعمارية بوصفها ظاهرة تاريخية فحسب بل بوصفها أيضا ثورة من حيث تمثيلها لانقطاع سياسي واضح عن الرأسمالية القائمة حاليا.